لماذا البحث عن فكر إسلامي بديل؟

منذ القرن السابع للهجرة، تمّ التنظير في الفكر الإسلامي لإغلاق باب الاجتهاد حيث ترسّخت في العالم السنّي المذاهب الأربعة المعروفة وأصبح من غير المقبول عموما الاجتهاد في غير إطارها وأصبحت بالتالي الفروق بين المذاهب مقتصرة على الفروع دون إعادة النظر في المنهج الأصولي الّذي بناه الإمام الشافعي (ت. 204 هـ) واتّبعه في التطبيق الفقهاء الّذين تلوه على اختلاف مذاهبهم. ومع التطوّر الّذي عرفته المجتمعات العربيّة الإسلاميّة، أصبحت هذه المنظومة مكرّرة لنفسها، غارقة في الشكلانيّة، لا ترى أبعد من حرفيّة النص، عاجزة عن فتح الأبواب أمام مختلف أشكال الإبداع وهذا ما نلمسه في محن المفكّرين منذ إبن رشد إلى عصرنا الحالي. وهذا الانغلاق لا يعني غياب محاولات لنقد المنظومة وتجديدها، إذ وجدت عدّة مشاريع فكريّة كان يمكن أن تبنى على أساسها حداثة متجذّرة في مجتمعها العربي الإسلامي غير مسقطة عليه، ولكنّ هذه المحاولات وقع خنقها عن طريق الخطاب المهيمن. لذلك نرى أنّه من الضروري التعريف بمختلف الأفكار الّتي ظلّت على جدّيتها هامشيّة عبر محاضرات يقدّمها أساتذة جامعيون لهم من العمق الأكاديمي ما يمكّنهم من الإلمام بجميع جوانب هذه التجارب وأبعادها الممكنة ومناقشتها مع الحضور.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق